فضاء حر

دعوة للنقاش الجاد حول القضية الجنوبية

يمنات
بعيداً عن الأمور الثانوية و الخلافات التاريخية و الشخصية و المالية… الخ، بين أبناء الجنوب كان الكل مجمع على القضية الجنوبية و مركزيتها و أولوية حلها, إلا أن جوهر الخلاف كان يكمن في تصور حلها فانقسم الجنوبيين إلى ثلاثة مذاهب هي:
1- الانفصال (فك ارتباط – استقلال – استعادة الدولة)
2- فدراليتين (مزمنة – دائمة)
3- وحدة (تقاسم السلطة و الثروة – إزالة آثار الحرب و استعادة الحقوق)
إلا أن الحرب الأخيرة أفرزت وقائع جديدة حتى اللحظة. و رغم أن تلك الوقائع ليست نهائية بسبب استمرار الحرب و تشكل خريطة سياسية جديدة لم تكتمل ملامحها بعد. غير أن طبيعة الخلاف الجنوبي الجنوبي بصيغته السابقة قد تبدل إلى شكل جديد من الخلاف يرتكز على نقطتين جوهرية هما:
1- العلاقة بالتدخل الخارجي (العدوان)
2- العلاقة ب”أنصار الله” و نظام 7/7 (الشرعية)
و رؤية وعلاقة الأطراف بذلك. فمن يرى أن التدخل الأجنبي مشروع اصطف مع ما يسمى بالشرعية و العكس صحيح.
و بما أن الحرب لها أجنداتها الخاصة البعيدة كل البعد عن القضية الجنوبية أدى ذلك إلى إسقاط أولويتها على الحل في الوقت الحاضر و لا مجال لقول غير ذلك فحتى إخواننا الذين يؤيدون التحالف وساهموا في القتال إلى جانبه يقبلون بالطرح السعودي المعلن الذي يقول بأولوية حرب أو حوار انصار الله و إعادة الشرعية و قبلوا التخلي عن أولوية حل القضية الجنوبية و لو مؤقتاً كشرط موضوعي للتحالف مع تحالف دول العشر (العدوان) و ما يسمى بالشرعية أملاً منهم أن ذلك سيفضي في نهاية المطاف إلى حل القضية الجنوبية دون اشتراط ماهية الحل (انفصال _ فدراليتين أقاليم) مسبقاً.
ذلك الوضع أدى بشكل أو بأخر إلى إنهاء الخلاف بصيغته السابقة و المرتكز حول سقف حل القضية الجنوبية وتحول إلى خلاف. أي الطرفين المتقاتلين على اقتسام السلطة. الأساسيين اقرب للجنوبيين للوصول معه إلى صيغة حل يتم من خلالها انتزاع اكبر قدر من الانجاز وبأسرع الطرق و أسلسها وبأقل تكلفة ممكنة؟ بالإضافة إلى أن واقع الحرب الحالية يضع بين ظهرانينا سؤال أخر مهم يرسم طبيعة الخلاف الجنوبي الجنوبي في المرحلة القادمة وهو هل تم جر الجنوبيين إلى صراع اقتسام السلطة في الشمال بحيث أن ذلك سيكون الخلاف الأساسي بينهم في المرحلة القادمة؟ أم أن ذلك لن يؤثر على القضية الجنوبية بحيث انه سيسهل عملية تقارب فعلية بين فرقاء الأسقف المختلفة السابقين المنحازين اليوم لطرفي صراع السلطة؟.
“بصيغة أخرى”هناك مجموعة من الأسئلة فرزها الواقع تحتاج إلى إجابة فورية مننا وهي:
1- هل التدخل الخارجي لصالح القضية الجنوبية أم لا ؟
2- في حال توقف التدخل الخارجي (العدوان) دون تحقيق أهدافه ما هو مصير المكونات الجنوبية الشريكة؟ و كيف سينعكس ذلك على القضية؟
3- أي الطرفين اقرب إلى انتزاع أفضل الحلول للقضية الجنوبية أنصار الله أم الشرعية؟
4- هل من المصلحة تأجيل حل القضية الجنوبية؟ أم التعجيل؟
5- هل ستفرز الحرب حلول للقضية الجنوبية؟ أم مزيد من التعقيدات؟ أم ستؤدي إلى اندثارها؟
6- هل الحرب القائمة ستؤدي إلى توحد الجنوبيين؟ أم ستخلق مزيد من الانقسامات وستضيف مزيد من الصراع؟
7- هل الجنوبيين طرف منفصل في الصراع اليوم؟ أم مجرد ملحق بأطراف الصراع؟
8- هل يمكن أن يعقد لقاء جنوبي طارئ لمناقشة الوضع و الخروج برؤية واحدة أو متقاربة تجيب على تلك الأسئلة؟ أم لا؟
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى